منى الشهري :
سخر الموقع الرسمي لوكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) من التخرصات التي راجت في العالم حول نهاية العالم ستكون في شتاء ديسمبر من عام 2012م، وخصّصت وكالة ناسا صفحة على موقعها للرّد على ما وصفته بـ"الخرافات" التي نُسجت حول قصة نهاية العالم، وجاء ذلك الرد على لسان كبير علماء معهد بيولوجيا الفضاء "ناسا" ديفيد موريسون، والذي ذكر أن قصصاً عن الكوكب المزعوم "نيبيرو" وتوقعات عن أن نهاية العالم ستكون في شهر ديسمبر من عام 2012م انتشرت في مواقع عدة على شبكة الإنترنت، مشيراً إلى أنه يوجد 175 مؤلفاً تم إدراجها في موقع Amazone.com تتحدث عن كارثة نهاية العالم في عام 2012م.
وقال موريسون من خلال موقع ناسا " مع انتشار هذه الخديعة تم حبك الكثير من السيناريوهات حول وقوع هذه الكارثة، وقد استقبل موقع ""ask an Astrobiologist قرابة 1000 سؤال حول حقيقة "كوكب نيبيرو" وعن عام 2012م، وتم وضع أكثر من 200 إجابة حول ذلك". وكانت الشائعة التي انتشرت في الفترة الماضية بين العموم أن كوكب النيبيرو سيصطدم بالأرض محدثاً كارثة نهاية العالم.
واختار موقع وكالة ناسا أشهر 20 سؤالاً محيّراً من قبل القراء حول هذا الموضوع وتم إدراجها في الموقع مع الإجابة عنها بالتفصيل، وتضمنت هذه الأسئلة سؤالاً عن أصل قصة نهاية العالم في عام 2012م، وكانت الإجابة تشير إلى أن القصة بدأت مع الادعاءات التي تذهب إلى فكرة أن كوكب "النيبيرو" -وهو الكوكب الذي يزعم السومريون اكتشافه- يتجّه نحو الأرض حتى يصطدم بها.
وكان شخص يُدعى (زكريا سيتشن) والذي كتب قصة خيالية عن حضارة بلاد ما بين النهرين السومرية ادّعى في عدة مؤلفات مثل (الكوكب الثاني عشر) المنشور في عام 1976م أنه اكتشف وترجم وثائق سومرية تعرّف كوكب النيبيرو، وهو الكوكب الذي يدور حول الشمس كل 3600 عام. حيث يحتاج إلى هذه الفترة الزمنية الطويلة حتى يُنهي دورة واحدة حول الشمس، وقد أضاف هذا الكوكب إلى الكواكب الـ11 المعروفة التي تدور حول الشمس.
وشملت هذه الخرافات السومرية –بحسب الموقع- قصصاً عن زيارة رواد فضاء قدماء لكوكب الأرض قادمين من حضارة أجنبية تدعى Anunnaki ، وذكر الموقع أن إحدى هذه الخرافات اختلقتها أمريكية تُدعى (نانسي ليدر) والتي تدّعي قدرتها على التواصل مع مخلوقات غريبة من نجم يدعى زيتا- وذكرت نانسي بأن سكان الكوكب المزعوم حذروها من أن الأرض تنتظر خطراً قادماً من كوكب نيبيرو.
حيث توقعت حدوث هذه الكارثة في مايو من عام 2003م، ولكن عندما لم يحدث شيئاً. تم تغيير تاريخ نهاية العالم إلى ديسمبر 2012م ، ومؤخراً تم ربط هذه الخرافتين بنهاية العالم والتي حدّدت في 21ديسمبر من عام 2012م.
وتضمنت الأسئلة سؤالاً عن مدى صحة مقاطع الفيديو والصور الفوتوغرافية المنشورة في مواقع الإنترنت، والتي تدّعي حقيقة وجود كوكب النيبيرو ، وكانت الإجابة بأن الغالبية العظمى للصور المنشورة على الإنترنت توضح صورة الشمس عن قرب، والتي تدعم بدورها الادعاء الذي يقول بأن كوكب النيبيرو يختفي خلف الشمس منذ سنوات طويلة، وهذه في الحقيقة صور خاطئة للشمس تتسبب بها الانعكاسات الداخلية للعدسة، وتسمى هذه الحالة بالعدسة المضيئة، ويمكن التعرف على هذه الانعكاسات بسهولة عن طريق حقيقة أنها تُظهر العكس تماماً للصورة الشمسية الحقيقية.، وهذا يتضح من خلال مقاطع الفيديو.
وكان أحد الأسئلة مُرسلاً من قبل تلميذ في المدرسة يقول فيه " أخبرني زملائي في المدرسة بأننا جميعنا سوف نموت في عام 2012م بسبب نيزك سيضرب الأرض.. فهل هذا صحيح؟"
ورد الموقع عليه " أصدقاؤك مخطئون. الأرض خاضعة لتأثير المذنبات والكويكبات، وبالرغم من ذلك فإن حدوث اصطدامات قوية بها أمر نادر الحدوث." فآخر تأثر كبير للأرض حدث قبل 65 مليون سنة، والذي أدى إلى انقراض الديناصورات، واليوم علماء الفلك في وكالة ناسا حملوا على عاتقهم القيام بمسح أطلقوا عليه "حارس الفضاء" لإيجاد كويكبات كبيرة قريبة من الأرض قبل اصطدامها. ونحن نصرّ على أنه لا يوجد أي كويكبات كبيرة تهدد حياة الأرض مثل تلك التي قضت على الديناصورات